نعتمد في إسناد عملية تخزين البيانات
دوماً علي أقراص تخزين من نوعية HDD والتي تأتي أختصاراً لـ Hard Disk
Drive والتي تتميز بتطورها المُذهل في جزئية وفر المساحات وكون أسعارها في
متناول الجميع بداية من الأقراص بحجم 320جيجابايت وحتي حجم 1تيرا أي ألف
جيجابايت وطبعاً هنالك أقراص تصل بحجمها حتي 4تيرا.
لكن عجلة التطوير والتحديث لم تتركنا
سجناء خياراتنا فظهر علي الساحة نوع جديد من أقراص التخزين نعرفة بمجرد
النظر إليه من حجمة وسُمكه وخفة وزنه إنها أقراص الـSSD والتي تأتي
إختصاراً لـSolid State Drive أو كما يُطلق عليها عربياً أقراص الحالة
الصلبة. بل وحتي هذه لم تكن النهاية فشرعت شركات تصنيع حلول التخزين في
إبتكار نوع هجين يجمع بين ميكانيكية أقراص HDD و شرائح NAND في أقراص SSD
وسمي SSHD.
هذه هي الخيارات المُتاحة الأن أمام
مُستخدمي الحاسوب ولكن ليس لدي الجميع المعرفة الكافية عن ماهية الفوارق
بينها وأيهم أصلح للأستخدام كذا وهل في حالة الأستخدام كذا يصبح أي نوع هو
المطلوب من أجل تأدية المهمة؟ وسأحاول جاهداً أن أشرح الفوارق بين هذه
الأنواع الثلاثة بشكل مُبسط يفهمة الجميع بدون الدخول في تفاصيل تقنية لا
تهم المُستخدم العادي.
سرعة دوران هذه الأقراص تبدأ من 5200RPM
أو دورة في الدقيقة وتصل حتي 10000RPM وذلك في ألأقراص عالية الأداء كأقراص
فئة Raptor من WD.
أما أقراص التخزين من فئة SSD فهي عبارة
عن ذاكرة فلاش كبيرة أي لا يوجد بها أي جزء متحرك لانها تعمد علي عدد من
شرائح NAND من نوعية non-volatile كتلك التي تعمل بها ذواكر الفلاش أي أنها
لا تفقد البيانات عليها بمجرد فصل الطاقة عنها كذاكرة RAM, شرائح NAND تلك
تكون مترابطة مع بعضها البعض ويتم التنسيق فيما بينها بواسطة متحكم
“Controller” الذي يقوم بعمل إبرة القراءة والكتابة ما يعني الصمت تام.
الأمر الممكن جداً حدوثة حال فقدت بياناتك
أو حتي تلف قرص التخزين HDD الخاص بك إما عن طريق برامج أستعادة الملفات
المحذوفة المنتشرة في فضاء الأنترنت الواسع أو بإستخدام أجهزة خاصة
لأستخراج البيانات من الأقراص التالفة ذلك لأن البيانات يتم كتابتها علي
الأسطوانات الممُغنطة بطريقة الحفر وعليه لا يوجد طريق لردم هذا الحفر وكل
ما يحدث حين تقوم بحذف أحد ملفاتك من علي قرص HDD يقوم القرص بتحديد مكان
هذه الملفات كمكان يمكن أعادة الكتابة عليه حيث أصبحت البيانات في هذا
المكان غير مرغوب فيها وعليه يصير الحفر مجدداً علي نفس مكان البيانات
القديمة وعليه تكون عملية إستعادة هذه البيانات المحذوفة أمر ممكن نظراً
إلا أنها لم تغادر القرص من الأساس وتكون كفائة إستعادتها من سلامة هذا
المكان موضع البيانات وهل تم الحفر عليه أكثر من مرة ما يُصعب عملية
الاستعادة؟
أما في أقراص الSSD فبدعمها لأمر TRIM يقوم المتحكم بمحو تلك البيانات نهائياً “تتبخر” وعليه لا يمكن إعادتها مرة أخري.
لكن هنالك وجهة نظر أخري تقول أن لا يمكن
قياس كل شئ بوحده قياس الجنية مقابل الجيجابايت فقط فليست الجيجابايت هي كل
ما نحصل عليه لقاء إقتناء أحد أقراص SSD فهنالك أشياء أخري يتم شراءها مع
الجيجابايتات تلك كمثلاً عمر إفتراضي أطول كثيراً من أقراص HDD فأقراص SSD
عامة يمكنها البقاء ومواصلة العمل لفترة قد تتجاوز ال150 عام في المتوسط
وقد تصل إلي 200 عام من العمل المتواصل “تظل إحتمالية العطل المفاجئ قائمة
لكن قليلة الحدوث إذا ما قورنت بأقراص HDD” ناهيك عن قدرتها علي مقاومة
الصدمات وشئ أخر وهو سرعة تنفيذ الأوامر وكم من الوقت ستوفره لك تلك
الأقراص.
ونتج عن عيوب أقراص الحالة الصلبة الSSDs
بدء ظهور فئة وسيطة تجمع بين ما تتميز به أقراص HDD من أحجام كبيرة وما
تتمتع به أقراص SSD من سرعات عاليه فكان نتاج العملية الأقراص الهجينة
المُسماء HHD أو Hybrid Hard Disk.
وطريقة عمل هذه الأقراص هو أن التخزين
يكون متاحاً فقط علي الجزء الميكانيكي ويستخدم الجزء الممثل لقرص الSSD في
عملية الكاشنج Cashing لتسريع عملية إستدعاء بعض الملفات أو البرامج ذلك
بأنها تقوم بحفظ أكثر الملفات أستخداماً أو اكثرها شيوعاً فيتم نقلها
لشرائح NAND ليتم استدعائها من شرائح NAND بسرعة أكبر تفوق السرعة التي
كانت لتكون حال تم أستدعائها من القرص الميكانيكي.
وبعيداً عن درس التاريخ هذا فإن ظهور هذه
الأقراص ساهم في وجود فئة وسيطة ليست بدرجة كفائة أقراص الـSSD لكنها تعطي
دفعة أداء جيده نسبياً إذا ما قورنت بأداء أقراص HDD كما أنها تأتي بأسعار
مناسبة جداً إذا ما قورنت بأسعار أقراص SSD صغيرة الحجم.
أثناء
كتابتي للمقال وقبل نشرة مباشرة كانت قد خرجت WD علينا بمنتج جديد تماماً
من حيث المزج فكما علمنا أنه في الأقراص الهجينة لا يمكن الوصول لذاكرة
الجزء الخاص بالـSSD وأنها تستخدم في عملية الCashing فقط وأن المساحة
المتاحة للتخزين هي فقط تلك الموجودة في الشق الميكانيكي من القرص, المُنتج
هو WD Black2 وهو عبارة عن قرصين تخزين في واحد 2in1 أو ممكن نسمية Combo
Drive, أحدهم ميكانيكي بحجم 1تيرا والأخر قرص حالة صلبة بحجم 120جيجابايت
وكلاهما موجودان علي قرص واحد بحجم 2.5″ وبإرتفاع 9.5 ملي فقط ويمكن الوصول
لكل قرص علي حدي والتخزين علي كليهما, والقرصان مرتبطان معاً بنفس واجهة
التوصيل SATA 6 Gb/s ويتم توصيلهما معاً من خلال كيبل واحد فقط للطاقة
وأخرللبيانات. الأمر عبارة عن وضع القرصين تحت نفس الغطاء وهو الأمر المفيد
جداً لمن يرغبون في تغيير أقراصهم الصلبة في حواسيبهم المحمولة التي لا
تحمل سوي شق واحد فقط لقرص التخزين وأيضاً لمن يحتاج للمساحة الكبيرة ولا
يمكنه الأعتماد فقط علي قرص الSSD وبهذا يحصل المالك علي سرعة قرص الSSD
وحجم قرص HDD في شق واحد فقط.
يصعب حالياً توقف المستخدمين عن أستخدام
أقراص HDD والأنتقال كليةً لأقراص SSD يكفي أن نذكُر أن بسعر أي قرص بحجم
500جيجابايت من أقراص SSD يمكن شراء قطع حاسوب عالية الأداء كشاشة Samsung
B750 Series S27B750V 27-Inch التي أريد شرائها
مثلأً أو أفضل نسخة مكسورة السرعة وبتبريد إحترافي من بطاقة AMD R9 280X.
يبقي في النهاية تحديد شرائح المستخدمين
وما هي النوعية المناسبة لهم لكن كبداية نضع قاعدة أساسية يجب علي كل
الفئات القادمة مراعاتها وهي أن مهما كانت النوعية التي يُنصح بها فلا ينصح
أبداً أن يتم الأعتماد علي مخزن واحد لحفظ البيانات الشخصية أو الهامة
وهذه إحدي بدائيات علم أمن البيانات حيث ينصح داثما بالحفاظ علي تلك
المعلومات علي وسيلتي تخزين مختلفتين وحفظهما في مكانين مختلفين فيمكن
مثلاً الأستعانة بجانب قرص التخزين الرئيسي بالحاسب بالأسطوانات المُدمجة
أو حتي الأعتماد علي وسائل التخزين صغيرة الحجم كذواكر الفلاش. طبعاً هذا
لا يعني نسخ كل ما لديك من بيانات فقط الهام منها والهام جداً.
نبدأ بفئة المُستخدم المنزلي العادي الذي
لا يعرف عن عالم الألعاب أو التصاميم شئ فقط يستخدم الحاسب في الترفيه
بإستخدام الأنترنت ومشاهده ملفات الميديا الصوتية أو المرئية ويسجل عليه
صور وفيديوهات بأهم أحداث حياته فهذه الفئة يكفيها أي قرص من نوعية HDD.
أما حال انتقلنا لفئة المُصممين العاملين
ببرامج الرسوميات أو الجرافيكس والمهتمين بعالم الفيديوهات ممن يصادفون
دوماً عبارة Rendering فهذه الفئة ينصح لها وبشدة بإستخدام أقراص SSD لكن
لا يمكنهم التخلي أبداً عن أقراص HDD من أجل تخزين أعمالهم كبيرة الحجم.
عالم الألعاب لا يتطلب قرص SSD لكن وجوده
أمر مفيد علي الأقل قرص واحد بحجم 128 جيجابايت لحفظ لعبتين أو ثلاث من أهم
العابك خاصة تلك التي تلعبها عبر الشبكة العنكبوتية فهي تحسن نسبياً من
الأداء وتجعل من عملية اللعب أقل إزعاجاً ولكن استبدال القرص بأحد الأقراص
الهجينة أمر هو الأخر جيد ومؤثر ولن يُخيب ظن المستخدم.
أما كثيري التنقل سواء من مُستخدمي
الحواسيب المحمولة أو وسائل التخزين المحمولة فيكون أختيار أقراص SSD هو
الأمثل والأكثر أماناً لما لها من قدرة منقطعة النظير في تحمل الصدمات وإذا
كانت المشكلة في المساحات فبداية الغيث قطرة كما رأينا في الCombo القادم
من WD Black2 حيث تملك السرعة والمساحة معاً.
يبقي أن نحلم بأن يومأً ما “لا يتوقع أن
يكون قبل نهاية 2014″ تحل فيه أقراص الحالة الصلبة اقراصنا ذات الأسطوانات
الممُغنطة, وأن نصل بسعر يجعل فعلأً أقراص الSSD في متناول الجميع.